Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى pdf برابط مباشر مجاناً

وصف شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى pdf

 
المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق
الله أجمعين إمام المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وصحبه المنتجبين، اللهم إنك ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة، وبعد:

مما لاشك فيه أن موضوع الرسالة: (شخصية المختار بن أبي
عبيد الثقفي عند المؤرخين القدامى) ذو أهمية كبيرة لما لتلك الشخصية من دورٍ محوري
ومهم في الحقبة التي تلت استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) وارتباطها
بقضية آل البيت والأخذ بثأرهم من قتلتهم وأعدائهم وما آل إليه ذلك من إدخال السرور
على آل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وشيعتهم ومحبيهم.

ومن البديهي أن يضم التاريخ الإسلامي في طياته الكثير
من الروايات الصحيحة إلا أنه لم يخلُ من التناقضات التي لا تخفى على مطلعٍ فضلاً
عن الاجتهادات والآراء الشخصية التي تحكمّت بها أهواء مَن كتبوه وميولهم منذ
بدايته وحتى يومنا هذا؛ مما نتج عنه تشويه للحقائق ظُلمَ بسببها العديد من رجاله
العظماء لاسيما الموالون لآل البيت، فإذا كان بنو أمية قد سبّوا الإمام علياً (عليه
السلام) لأكثر من ثمانين عاماً على منابر المسلمين في كل البلاد التي حكموها دون
رادع أو خوف من أحد فمن الهيّن واليسير إلصاق التهم وطمس فضائل وتغييب ملامح كل
مَن سارَّ في ركبه (عليه السلام) أو نهج خطاه.

وشخصية المختار من أكثر الشخصيات التي انقسم الرواة
والمؤرخون إزاءها، ففئة تبنت رأي السلطة الحاكمة آنذاك حتى أصبحت جزءاً لا يتجزء
منه، فضلاً عن ميولها المذهبية، وقد سار في ركبها آخرون فأضافوا على ما كُتب
لإيمانهم به، في حين كتبت فئة بنوع من الموضوعية والحيادية، وفئة ثالثة أخذت عن
تلك الفئتين فرددت ما كُتب سلباً أم إيجاباً فكرّست وكرّرت ما كان مغرضاً ومختلقاً
حتى أصبح لكثرة ما ذُكر كأنه من المسلمات التي لا يجوز التمحيص والتدقيق فيه، فكان
الوقوف عند ذلك والكشف عن الحقائق المغيبة من دواعي اختيار البحث، فضلاً عن إن
أولئك المؤرخين تعرضوا لشخصية ارتبط اسمها – شاؤوا أم أبوا – بقضية الإمام الحسين
(عليه السلام)، والتاريخ لا يسعه أن ينصف مثل هذه الشخصية، فيكشف كل حقيقته للناس،
لأن أعداء آل البيت لا يروق لهم أن يسلم مثله من النقد والتهم بما يصح وما لا يصح([1] )،
فكان من الواجب على محبي آل محمد وشيعتهم أن يَنبروا للدفاع عنه وفق الحقائق
والمعطيات التاريخية وتبيان مدى صحة تلك الروايات من عدمها ودوافعها وأهدافها
المعلنة والخفية، وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الدراسات التي تناولت حركة
المختار وتصديه للأخذ بثأر الإمام الحسين (عليه السلام)، لكنها ركزت على دوره
العسكري وأثره السياسي والفكري، ولم نجد من تصدى بشكل أوسع وأشمل في كشف زيف
العديد من المؤرخين وتحاملهم على تلك الشخصية لا لشيء سوى أنّه جاهد وتبنّى حتى
الرمق الأخير من حياته الدفاع عن آل البيت وإدراك ثأرهم، وإذا كنّا نتمنى أن نكون
قد وفقنا بعض الشيء في ذلك فإننا لا نزعم أن المختار – ذلك القائد العسكري
والسياسي المحنك الذي ربما يؤمن بأن الحرب خدعة وأن السياسة فن الممكن – بأنه
معصوم من الخطأ والزلل، لكننا نجزم بأن الله سبحانه وتعالى وفقه ورزقه حسن العاقبة
بأن جعل أخذ ثأر سيد الشهداء وآل بيت النبوة وأصحاب الحسين (عليهم السلام) على
يديه وهو شرف تتضاءل أمامه الكثير من الأعمال، فنال بذلك ما نال ومنها دعاء الأئمة
المعصومين له بالخير([2] )، وأنّى
لغيره ذلك؟

وقد قُسم البحث على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، تضمن
الفصل الأول الذي خُصِص لدراسة السيرة الشخصية للمختار مبحثين، تحدثنا في المبحث
الأول عن ولادة المختار وقبيلته وأسرته ودورها في نشوء الولاء العلويّ عند المختار
من خلال مواقف عمه سعد بن مسعود مع الإمام عليٍّ (عليه السلام) في حين خُصِصَ
المبحث الثاني لولاء المختار وعقيدته التي أسهب بعض المؤرخين القدامى في التركيز
عليها هادفين من وراء ذلك النيل منه والطعن فيه لما للولاء والعقيدة من أهمية
كبيرة لدى المسلمين.

أما الفصل الثاني فقد خُصِصَ لدراسة شخصية المختار عند
المؤرخين القدامى من خلال مواقفه السياسية في تلك الحقبة التاريخية المهمة من
الدولة الإسلامية فجاء على ثلاثة مباحث، تناولنا في المبحث الأول موقفه من نهضة
الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد عرّجنا في هذا المبحث على مواقفه التي سبقت
النهضة الحسينية كونها امتداداً طبيعياً لها، في حين خُصِصَ المبحث الثاني لدراسة
موقفه من التوابين قبل وأثناء خروجهم من الكوفة وحتى عودة من بقي منهم إليها بعد
معركة عين الوردة.

بينما خُصِصَ المبحث الثالث
لدراسة موقفه من عبد الله بن الزبير، وفي هذا المبحث اضطررنا للخروج عن التسلسل
التاريخي للأحداث وعرّجنا على التسلسل الموضوعي كون مقتل المختار وقع ضمن موقف
المختار من عبد الله ابن الزبير.

أما الفصل الثالث فقد تناولنا فيه دولة المختار وتضمن
ثلاثة مباحث، جاء المبحث الأول ليتضمن نشوء دولته وإرسال ولاته على الولايات
والمدن التابعة لدولته، وكذلك تعيين قضاته، ثم جاء المبحث الثاني ليبين قيام
المختار بتنفيذ وعوده في الأخذ بثأر الإمام الحسين (عليه السلام)، وعدم تهاونه في
ذلك مهما اشتدت عليه المحن، في حين خصصنا المبحث الثالث لمعرفة موقف المجتمع
الكوفي من ثورة المختار ودولته، وتم التركيز في هذا المبحث على دور أشراف الكوفة
والموالي لما لعبه هؤلاء من دورٍ كبير ومهم في تلك الأحداث.

وجاء الفصل الرابع ليتناول التُهم التي وُجِهت للمختار،
ومن الجدير بالذكر إن تلك التُهم التي تناولناها في هذا الفصل لم تكن التهم
الوحيدة وإنما تم التطرق إلى تُهمٍ غيرها في الفصول السابقة لم تقلْ خطورة عن هذه
التهم، وللمحافظة على وحدة الموضوع تطرقنا إليها في موضعها، وقد قُسّم هذا الفصل
على ثلاثة مباحث خُصِصَ المبحث الأول لتهمة إدعاء النبوّة كونها أهم التهم التي
وجهت لضرب شخصية المختار في صميم عقيدته الإسلامية، في حين تناول المبحث الثاني
تُهمة الكذب التي دأب بعض المؤرخين على ذكرها بعد اسمه وكأنها كنية أو لقب له،
بينما جاء المبحث الثالث لتناول تُهمة الكرسي المقدس، أما خاتمة البحث ذكرنا فيها
أهم النتائج التي توصل إليها الباحث من خلال هذه الدراسة.

ولعل من أهم الصعوبات التي واجهت الباحث هي عدم وضوح
آراء بعض المؤرخين في شخصية المختار وإنما تداخلت تلك الآراء مع سرد الروايات في
حين اكتفى بعضهم بنقل تلك الروايات فقط دون التعليق عليها، وقليل من هؤلاء مَن ذكر
رأيه صراحة مما حدا بالباحث إلى اللجوء إلى الاستنتاج بناءً على ما أوردوه من
روايات وما أغفلوه منها، ولما كان عنوان الرسالة (شخصية المختار بن أبي عبيد
الثقفي عند المؤرخين القدامى)، فكان من العسير علينا الإلمام والإحاطة بكل
المؤرخين القدامى فحاولنا أن نغطِّي ذلك بذكر نماذج من أولئك المؤرخين لأغلب
الفترات التاريخية راجين من الله العلي القدير أن نكون قد وُفِقنا في ذلك.

واعتمدت الدراسة على مصادر متنوعة ومصنفات متباينة من
كتب تاريخية وطبقات وتراجم وأدب وجغرافية وغيرها، فضلاً عن المراجع الثانوية التي
رفدت الدراسة بالعديد من الآراء والاستنتاجات، فمن كتب الطبقات كان لكتاب (الطبقات
الكبرى) لابن سعد (ت: 230هـ /844م)، أهمية كبيرة لما يحتويه من نصوص مهمة وتراجم
للعديد من الشخصيات التي وردت في الدراسة، ومن كتب التراجم التي رفدت البحث كتاب (الاستيعاب
في معرفة الأصحاب) لابن عبد البر (ت:463هـ /1070م)، الذي اضطررنا أن نستخدم طبعتين
منه لمحققَين مختلفَين وذلك لوجود بعض الآراء التي تهم البحث غير موجودة في النسخة
الأخرى، مما حدا بنا إلى ذكر اسم المحقق في كل هامش ذكرناه لكتاب الاستيعاب، وأفاد
البحث من كتاب ابن الأثير (ت:630 هـ/1232م)، (أُسْد الغابة في معرفة الصحابة)،
وذلك لأهمية المعلومات التي رفدت الدراسة، وكذلك كان كتاب (سَير أعلام النبلاء) للذهبي
(ت: 748هـ /1347م)، أما كُتب الأنساب فقد كان كتاب (جمل من أنساب الأشراف) للبلاذري،
(ت:279هـ/892م) من المصادر الأولية التي أغنت الدراسة بمعلومات قيمة ومهمة ومفصلة.

وكان لكتب التاريخ العام دورٌ كبيرٌ في هذه الدراسة
كونها دراسة تتعلق بالمؤرخين كما أنّ كتب التاريخ العام في الأعمّ الأغلب فصلت تلك
الحوادث التاريخية بشكل واضح، فكان لكتاب (مقتل الحسين) المنسوب لأبي مخنف (ت:157هـ/773م)،
أهمية كبيرة وذلك كون أبي مخنف من أقدم الرواة والمؤرخين في هذا المجال وقربهُ من
أحداث الكوفة فضلاً عن وثاقته واعتماد الكثير من المؤرخين على رواياته مثل الطبري
وغيره، وكان لكتاب (الأخبار الطوال) للدينوري (ت:282هـ/895م)، دورٌ واضحٌ في رفد
الدراسة بالكثير من المعلومات لما خصصه الدينوري في كتابه لتلك الأحداث التاريخية،
وشكّل (تاريخ اليعقوبي) لليعقوبي (ت: 292هـ/904م) بمعلوماته المميزة عنصراً مهماً
أمدّ البحث بالكثير من المعلومات على الرغم من الاختصار الذي يغلب على طبيعة
أخباره فقد خَصََص حيّزاً واضحاً لتلك الحقبة التاريخية. لكن كتاب (تاريخ الأمم
والملوك) للطبري (ت:310هـ /922م) ضَمّ بين دفتيه أخباراً متنوعة ومعلومات غاية في الأهمية
أفادت الدراسة في أغلب مراحلها، وكذلك تمت الاستعانة بـ (كتاب الفتوح) لابن أعثم الكوفي
(ت:314هـ/926م)، وكتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر) للمسعودي (ت:346هـ/957م)، وكتاب
(المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) لابن الجوزي (597هـ/1200م) وكتاب (الكامل في
التاريخ) لابن الأثير (ت:630 هـ/1232م)، وغير ذلك الكثير من كتب التاريخ العام
التي تم الاعتماد عليها والتي ثُبِتَتْ في قائمة المصادر.

وتمت الاستعانة بمجموعة من كتب الفرق والمقالات التي
أفادت البحث بمعلومات وافية خاصة في المبحث الثاني من الفصل الأول، ومن بين تلك الكتب
(الفَرق بين الفُرق) للبغدادي (ت:429هـ/1037م)، وكذلك كتاب (المِلل والنِحل) للشهرستاني
(ت:549هـ/1154م).

واعتمدت الدراسة كذلك على مجموعة من كتب الأدب واللغة
منها كتاب (الكامل في اللغة والأدب) للمُبّرد (ت: 286هـ/ 899م)، وكتاب (العقد
الفريد) لابن عبد ربه الأندلسي (ت:328هـ/939م)، واستعنا في معرفة المفردات اللغوية
على بعض المعاجم اللغوية منها كتاب (لسان العرب) لابن منظور (ت: 711هـ/1719م).

ولغرض التعريف بالمدن وتحديد مواقعها في الأمصار
والأقاليم استعنا ببعض كتب الجغرافيين وكان في مقدمتها كتاب (معجم البلدان) لياقوت
الحموي (ت:626هـ/1233م) الذي أمدّ الدراسة بمعلومات وافية عن ذلك.

كذلك اعتمدت الدراسة على العديد من المراجع الحديثة
والرسائل الجامعية ومن تلك الكتب كتب إبراهيم بيضون (التوابون) و(الحجاز والدولة
الإسلامية) و(من دولة عمر إلى دولة عبد الملك)، وكتاب (دولة المختار الثقفي) لصفاء
الخطيب، وكتاب (التاريخ السياسي للدولة العربية الإسلامية) لعبد المنعم ماجد،
وكتاب (تنزيه المختار) للسيد عبد الرزاق المُقَّرم الموسوي، وكتاب (أحزاب المعارضة
السياسية في صدر الإسلام) للمستشرق الألماني يوليوس فلهوزن وغيرها من الكتب
والرسائل التي ثُبِتَتْ في قائمة المراجع الثانوية والرسائل الجامعية.

وفي الختام فإن هذا البحث المتواضع ليس إلا محاولة
بسيطة لتسليط الضوء على شخصية إسلامية قُدِر لها أن تناط بها مهمة القِصاص من
قَتَلَةِ الإمام الحسين (عليه السلام) الذي عجز غيره عن تحقيقه، وهو شرف ما بعده
شرف تتضاءل أمامه الكثير من المهام ومنقبة تَشْرأب إليها أعناق عظماء المسلمين،
وإذ أجد نفسي مقصراً في رفع بعض الحيف والظلم عنه؛ فإنني أتمنى أن أكون حققتُ
جزءاً من ذلك، وهو مبلغ علمنا وطاقتنا، نسأل الله السداد والتوفيق.

[1]  – الدجيلي، أحمد، المختار الثقفي، مطبعة النجف، النجف
1955م، ص5.

[2]  – الكشي، محمد بن عمر بن عبد العزيز (ت:340هـ-951م)،
رجال الكشي، قدم له وعلق عليه: أحمد الحسيني، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 2009م، ص98. 

مؤلف: كاتب غير محدد
قسم: مباحث
اللغة: العربية
الصفحات: 496
حجم الملف: 2.07 ميجا بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل شخصية المختار الثقفي عند المؤرخين القدامى pdf من موقع مكتبه إستفادة.




Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

لقد اكتشفنا أنك تستخدم ملحقات لمنع الإعلانات. يرجى دعمنا عن طريق تعطيل مانع الإعلانات.