Close

Istefada

تنزيل وتحميل كتاِب حروب الجيل الثالث ونظرية تفتيت الوطن العربي pdf برابط مباشر مجاناً

 


تنزيل وتحميل كتاِب حروب الجيل الثالث ونظرية تفتيت الوطن العربي pdf برابط مباشر مجاناً

وصف حروب الجيل الثالث ونظرية تفتيت الوطن العربي pdf

 
– حروب الجيل الثالث: third generation warfare ظهرت حروب الجيل الثالث من وحي نظرية الردع بالشك The theory of deterrence ، وهي نظرية سياسية عسكرية، ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية، عقب انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ، وهي تعني عملياً الضربة الاستباقية Proactive strike ، وشن الحرب ضد ما من شأنه أن يهدد الأمن القومي الأمريكي، أو السلم العالمي على حد تعبير الإدارة الأمريكية (19) ؛ فالردع يعنى تحييد العدو بتخويفه من اللجوء إلى أعمال عدائية، ينجم عنها توجيه إجراءات مؤلمة ضده، تجعل الثمن المقابل الذى سيدفعه باهظاً ، وقد تكون هذه الإجراءات سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية ببعديها التقليدي وفوق التقليدي، لذلك لا بد من توفير مصداقية عالية للردع من خلال تبليغ (رسالة ردعية) واضحة يتيقن من خلالها أن وسائل الردع التي سوف تستخدم ضده متاحة بالفعل وليست وهماً (20).
برزت فكرة حروب الجيل الثالث كاستراتيجية أمريكية جديدة بعد أحداث الحـادي عشـر مـن سبتمبر 2001 ،وتبنتها الإدارة الأمريكية للرئيس جورج بوش الابن George W. Bush ،كعقيدة ونظريـة معتمـدة فـي السياسة الخارجية، بعدما تم نشرها من قبل البيت الأبـيض فـي سـبتمبر 2002 ضـمن وثيقـة “استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحـدة “National security strategy of the US ، فهي تعبر – مفاهيمياً- عن سياسة، أو إطار عمل، تحتفظ فيها الولايات المتحدة الأمريكية بحق مهاجمة دول تعتبـر طامحة، لأن تشكل تهديداً، أو منافسة محتملين على الصعيد العسكري (21).
كما تعتمد حروب الجيل الثالث أساساً على الافتراض، بأن العدو سيبدأ الحرب في المسـتقبل القريـب، وبالتالي ستصبح ملائمة جداً للطرف الذي يباشر بها؛ بمعنى أوضح، فهي تعبر عن القيام، أو التحول في الرد على هجوم فعلي، إلى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم معاد محتمـل من قبل خصوم أمريكا (22).
لذلك قامت حروب الجيل الثالث على فكرة الضربة الاستباقية، أو الضربة الوقائية، وهي ترجع في الأصل كما يري البعض الى ما قبل منتصف القرن الماضي، وبالذات من خلال الهجوم الياباني على ميناء بريل هاربر Pearl Harbor الأمريكي عام 1941م ؛ حيث إن هذا الهجوم يدخل في نطاق الضربة الاستباقية التي سعت من خلالها اليابان لتحجيم القوة الأمريكية وضربها في عصب الحياة الاقتصادية التي كانت تنتعش من خلال هذا الميناء الحيوي (23).
والضربة الاستباقية، أو الوقائية ، كما يحلو للبعض تسميتها ، والتي بدأت الكتابات الأكاديمية الغربية والعربية تروج لها، كنسق جديد في العلاقات الدولية، أو كنظرية، ذات مواصفات معينة، ولها رواد ومفكرون ، والتى عرفت حديثاً باسم عقيدة بوش، أو مبدأ بوش ، وحق الضربة الأولي- Bush Doctrine of Preemptive Strike ، أو سياسة المحافظين الجدد Neoconservatism في العلاقات الدولية؛ ويعرف أهل السياسة الضربة الاستباقية ، بأنها التحول من الرد على هجوم فعلي إلى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم محتمل، خاصة إذا تمكنت أجهزة الدولة من اكتشاف نوايا مبكرة بالهجوم لدى الخصم بغض النظر عن مظاهر هذه النوايا (24).
لقد وجدت الولايات المتحدة أن الردع لم يعد الصيغة المثلي للحفاظ على القوة ومركز التفوق ، فما فائدة امتلاك الولايات المتحدة الجيوش والأساطيل وهى تتعرض للتهديد والاختراق، لذا وجدت أن الردع قد انتهى، وأن أسلوب استخدام القوة العسكرية، هو الأمثل للمحافظة على مصالحها الكونية ، وبعد أن حققت الولايات المتحدة نصراً عسكرياً في حرب الخليج الثانية ، وجدت أن استعراض القوة أمام العالم أمراً لا بد منه ،فقد يكون ذلك حافزاً لشن حروب وقائية أخري، مثلما حدث في أفغانستان، والعراق بعد ذلك (25).
إن أسلوب حروب الجيل الثالث يمنع العدو من فعل التهديد، فالولايات المتحدة تريد القضاء على العدو قبل أن يهددها، وهى تري أيضاً في أسلوب حروب الجيل الثالث، هو الذي يعيد استراتيجية الردع ، فمثلاً كان الرد الأمريكي ضعيف على تفجير سفارتها في كينيا وتنزانيا، من خلال قصف صاروخي لمواقع في السودان وافغانستان (26) ، وهذا الرد لم يخلق الردع للأعداء ، لذا وجدت الولايات المتحدة أن أفضل وسيلة هي البدء بالهجوم من أجل إعطاء فرصة للعدو أن يهدد الأمن القومي الأمريكي ، فوجدت في النظام السياسي في أفغانستان، والعراق، أفضل فرصة لحروب الجيل الثالث القائمة على الحرب الوقائية ، فهي رأت في أن هذا النظام يأوي الإرهاب، ويسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل ، وفي مثل هذه الحالة سيكون اللجوء للقوة هو الأفضل من أجل منعه من تهديدها وردع الآخرين (27).
وتقوم حروب الجيل الثالث أو الحروب الاستباقية Preventive war التي تقوم على عدد من المرتكزات، أهمها (28) :
أ- شن هجمات على الأعداء المحتملين قبل وصولهم إلى الأراضي الأمريكية.
ب-إتاحة استخدام عدد أكبر من الأسلحة المتطورة للكشف عن حدود فاعليتها في المواجهات العسكرية.
ج- القيام بضربات مباغتة دون الانتظار إلى التأكد من مدى خطورة الطرف المقصود، معتمدة على تقارير الاستخبارات في هذا الشأن، أي إن مجرد الشك في تصرف أي طرف دولي كفيل بشن هجمات عسكرية ضده.
د- تدمير القوات العسكرية للطرف المستهدف تدميراً كاملاً، للحيلولة دون وجود مقاومة مسلحة.
وبذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية شرطي العالم الذي يحدد منفرداً المتهم ويحدد وسائل العقاب، بمجرد الشك في أن سلوكه يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، باعتمادها على القوة العسكرية، بدلاً من الوسائل الدبلوماسية، وجاءت أحداث سبتمبر 2001، كي تجعل خيار الحروب الاستباقية هو الأكثر شيوعاً واستخداماً في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي (29).
وقد اتضحت ملامح تلك الاستراتيجية من خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في عام 2002 بــالأكاديمية العسكرية الأمريكية American Military Academy ، حين قال: اعتمد الدفاع الأمريكي خلال معظم القرن الماضي على عقيدتي الردع والاحتواء في حقبة الحرب الباردة، ومازالت هاتان العقيدتان تطبقان في بعض الحالات، ولكن التهديدات الجديدة تتطلب أيضاً التفكير بصورة جديدة (30).
وتكمن تلك التهديدات ضمن تلك الوثيقة ، في الجمع بين تهديدين بالغي الخطورة من منظور أمريكي، وهما الدول المارقة والإرهابيين من جهـة، وإمكانيـة حصولهم على أسلحة الدمار الشامل من جهة أخرى (31) ؛ يقول فرانسيس فوكوياما Francis Fukuyama إن أحداث 11 سبتمبر، قد غيرت إدراك الولايات المتحدة للتهديد المتغير ،لأن الهجمات جمعت معاً تهديدين أكثر خطورة فـي حزمة واحدة، وهما الراديكالية – التطرف، والتكنولوجيا – أسلحة الدمار الشـامل، حيث رفعت القضيتان لأول مرة الاحتمال الوشيك لتهديد نووي مباشـرلا يمكـن ردعه (32).
ولخوض هذا النوع الجديد من الحرب ضد الإرهاب داخل الولايات المتحدة وخارجها، حدّد الرئيس بوش )الابن( استراتيجية الحرب الاستباقية، والتي تُعرف في بعض الدوائر باسم عقيدة بوش، حين قال : إذا ما انتظرنا حتى تستكمل التهديدات استعدادها، فمعنى ذلك نكون قد انتظرنا لأكثر من اللازم، ويتطلب أمننا أن يتحلى جميع الأمريكيين ببعد النظر والعزيمة، وأن نكون مستعدين للقيام بعمل استباقي (33).

مؤلف: الأستاذ الدكتور محمود محمد علي
قسم: جيوبولوتيكا الحروب
اللغة: العربية
الصفحات: 44
حجم الملف: 453.21 كيلو بايت
نوع الملف: PDF

قراءة وتنزيل حروب الجيل الثالث ونظرية تفتيت الوطن العربي pdf من موقع مكتبه إستفادة.




Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

لقد اكتشفنا أنك تستخدم ملحقات لمنع الإعلانات. يرجى دعمنا عن طريق تعطيل مانع الإعلانات.